زوال يوم الثلاثاء 29 أبريل وبحضور وازن لشخصيات من مختلف المسؤوليات، من عمداء وممثلي الكليات التابعة لجامعة محمد الخامس وأطر وطلبة كلية سلا والمنتخبين ومسؤولي المدينة وممثلي المجتمع المدني ووسائل الإعلام. ترأس السيد محمد غاشي رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط حفل تنصيب الأستاذ مصطفى مشرفي العميد الجديد لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا.
بعد الكلمات التي ألقيت في الحفل متمنية للعميد الجديد النجاح والتوفيق في مهمته الإدارية والبيداغوجية.اخذ الكلمة السيد مصطفى مشرفي وهذا ما جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيد الدكتور محمد غاشي رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط
السيد عامل صاحب الجلالة على عمالة مدينة سلا
السيد الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية
سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط
السيدة مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني
السادة العمداء رؤساء المؤسسات
السادة القضاة ووكلاء الملك
السادة المنتخبون وممثلو هيآت المجتمع المدني
السيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية
السيدات والســـادة الأساتـــذة
السيدات والسادة الأطر الإدارية والتقنية للكلية
أعزائــــي الطلبــــة
الحضــــور الكريـــم،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، طاب يومكم وأنست ساعتنا وبورك جمعنا ومجمعنا هذا.
بداية أشكر حكومة صاحب الجلالة على الثقة التي حضيت بها بتعييني كعميد لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – سلا.
وبعــــــد ،
فإنه لمن دواعي فخري الشخصي أن تأتلف في يومي هذا وفي ساعتي هاته ، هذه الشخصيات وهذه الجمهرة التي أبادرها وأبادلها المودة في القربى والتقدير في الاستجابة لدعوتنا .
الحضـــور الكريــــــم ؛
اسمحوا لي جميعا أن أبدي تحيتي الخالصة وشكري الموصول وتقديري الشامل لرجل المواقف الوطنية والتدبير الناجع والنظر الدقيق والصبر الجميل والحكمة البالغة. رئيس نادينا وغيث وادينا الأستاذ الدكتور محمد غاشي.
ليس إطراءا مني أن أذكر السيد محمد غاشي بما هو أهل له ، وماهو ناكر له من فضل فما ذاك بأولى بركاته.
عرفته مدة وأنا نائب للعميد مكلف بالبحث العلمي فما بدل ولا غير كريما معطاء مبادرا ميسرا وموجها.
حمدت الله كل الحمد أن كتب الله ترشيحي في عهده ولغاية يعلمها هو بعد ثلاث سنوات ألا أنصب إلا في عهده كذلك. فله المنة وله الفضل وأرجو الله أن يوفقني إلى العمل بجواره وتحت رئاسته لمصلحة المؤسسة والجامعة والوطن .
سيـــدي الرئيـــس،
مقامك محفوظ وهذه سلا الأبية وكلية الحقـــوق المستعصية أبت إلا أن تكون أنت ودونك خرط القتاد ، مدشنا ومنصبا .
وفي مقام آخر لا يفوتني أن أذكر أخي وصديقي سيدي عمر حنيش الذي جمعتني به الأيام من قبل ولكن لم توطد علاقتي به إلا بعد أن عرفته عن قرب فأدركت الشموخ والعفو والكرم وكل صفات النبل فيه.
لقد حقق في مرحلته إجماعا بما أوتي من حكمة وتيسير واستيعاب.
كما حافظ على استمرارية وثبات مؤسستنا خلال فترة انتقالية صعبة ودقيقة فكان تأثيره في جميع جوانب الكلية.
رافقته عميدا وأخذت عنه الكثير من الناحية المهنية والإنسانية فله مني أصالة عن نفسي ونيابة عن كل من تعلق بالمؤسسة جزيل الشكر ووافر المنة ورجائي له وهو نائب الرئيس المكلف بالشؤون الأكاديمية كل التوفيق في قادم الأيام ومناسب المهام.
الحضور الكريم ؛
لا أبالغ حين أدعي الريادة والسمو لكليتنا في مختلف المجالات ابتداءا من هذا الفضاء الجميل الذي يجمعنا خضرة وشساعة وعمرانا حيث يركن الأصيل إلى الحديث في ترتيب وتؤدة وانسجام لا يملها ناظر ولا يتيه فيها مسترشد.
ناسها ناس : أساتذة وإداريين وطلبة تمثلوا جميعا في أحسن مثال من استقامة وخبرة وفعالية . ولذا فلا عجب أن نجد طلبتنا في مراكز مهمة من قطاعات مختلفة وفي مواقع لا يسع المرء إلا أن يحمد الله أن تكون طفرة من هذا المكان المبارك .
إنني في غاية الفخر أن أنتسب إلى جامعة محمد الخامس وأن أنتسب إلى هذه المؤسسة والتي سأعمل بعزم على أن تظل رايتها خفاقة وعلمها وهاجا .
السيدات والسادة الحضور الكرام ؛
إن للمدينة حظا في هذا الخطاب ونصيبا من الذكر ، مدينة سلا يا سادة : سلا التاريــــخ ، سلا الحضـارة ، سلا العلــم ، سلا التــــراث ، سلا الرجال ، سلا الدين ، سلا الزوايا ، سلا الصالحين ، سلا الحركة الجهادية والدفاع عن الثغور ، سلا المقاومة والحركة الوطنية وغيرها من المميزات مما لا يسع ذكره في هذه الكلمة :
“سلا كل قلب غير قلبي ما سلا”
“أيسلو بفاس والأحبة في سلا”
“بها خيمو والقلب خيم عندهم”
“فأجروا دموعي مرسلا ومسلسلا”
سيدي الرئيس الحضور الكريم ؛
المرحلة التي نعيشها بالغة التعقيد ، العالم يشهد تحولات متسارعة شاملة وعميقة، لا شيء يعرف الثبات.. القيم ، التوازنات الجيوستراتيجية ، المعطيات البيئية والمناخية… عالم جديد يولد من رحم عالم قديم وتتوارى معه إلى الخلف القواعد التقليدية التي حكمت علاقات الدول والأمم فيما سبق. عناويـــن كثيرة يمكن أن تلخص هذه التحولات لكن لعل أهمها : أننا نعيش في كنف ما بعد الحداثة وما بعد العولمة والأعظم من ذلك أننا جزء من نظام أصبح محكوما بإرادة القوة والمصالح لا بمنطق التعامل والتشارك.
من يمتلك القوة ومصادرها سيجد له مكانا مريحا في مسرح الأمم . وإذا كان شكل القوة هو تاريخي بامتياز، فإننا لن نختلف على أن توطين العلم الحديث وتطبيقاته هو السبيل إلى تملك هذه القوة وفي هذه الحقبة . التكنولوجيات الحديثة، الذكاء الاصطناعي ، وما فوق الإنسان هي المفاتيح الجديدة للدخول إلى منتدى التقدم والتأثير والمساهمة في صنع التاريخ . وبناءا عليه ، يغدو استحضار المدرسة والجامعة وأدوارهما الأساسية والمركزية في هذه الصيرورة هو تحصيل حاصل ، إذ أن لا قوة بدون علم ، ولا علم بدون تعليم جيد ولا سبيل لهذا الأخير دون مؤسسات تعليمية قادرة على رفع التحديات الكونية.
ليس سرا حين نعتبر أن ربح الرهان في هذا العالم الجديد يتطلب من الجامعة أن تراجع عميقا مناهجها، وأن تحين برامج بحوثها وان تؤهل رأسمالها المادي والبشري وأن تقوم بتقييم وتقويم نماذج حكامتها وتسييرها وأن تنفتح على مجالها الكوني وتنغرس أكثر في تربتها الوطنية والمحلية.
ويبقى كل هذا رهينا بضمانات غير قابلة للنقاش بدون توفرها يظل كل ما سبق مجرد شعارات. إذا لم نتحل بروح المسؤوليــة والتضامن ، وإذا لم نشجع الابتكار والإبداع ، وإذا لم نستبطن المرونة في تدبيرنا ، فسنخسر الرهان لا محالة.
وحتى نعطي للقائنا السعيد هذا بعدا عمليا وواقعيا ، أريد أن أشارككم تطلعاتي والأولويات التي ستؤطر عملي في هذه المسؤولية الجديدة.
لا جدال حول أن الكليات والمؤسسات هي الحجر الأساس لبنية الجامعة وعدم انخراطها الجماعي المتضامن في النهوض بأوضاع الجامعة المغربية سيكون خذلانا كبيرا لبلدنا ومشروعه التنموي الجديد.
على كليتنا أن تنخرط في هذا المسعى النبيل والارتكاز على الروح الوطنية أولا والاعتماد على آليات عمل مبتكرة وفعالة.
أنا أؤمن بأن العمل الجماعي والتشاركي وتنزيل مقاربة النوع على الأرض، وتثمين الموارد الموجودة والبحث والتنقيب عن أخرى ، وتنويع الشراكات الدولية والوطنية والمحلية ، وانفتاح الكلية على الكفاءات العلمية والاقتصادية والسياسية ، هي السبيل إلى نقلنا من الخطاب إلى الفعل ومن طلب النجاح إلى تحقيقه فعليا.
أنا مؤمن أن مسؤوليتنا الجسيمة هي إيجاد بيئة حاضنة للابتكار والإبداع والتحصيل العلمي ، ولكن هذه البيئة عليها أن توفر مجالا رحبا تمكن الطالب من اكتساب واكتساح الحياة فيلج الخدمات الرياضية والثقافية والترفيهية.
السيدات والسادة الحضور الكرام ؛
نحـن فـي بلد قوي بموقعه الجيوستراتيجي، بتاريخه، بإمكانياته المادية، بإنسانه و لكن التحديــات و الأخطار التي تهدده لا يجب أن نقلل من شأنها ، العالم متقلب و في مرحلة من عدم اليقين ، ووحدتنا الترابية في لحظة خاصة ، الإرهـــاب و الاختراقات السيبرانية يهددون استقرار الأوطان ، التكتلات الاقتصادية و السياسية تشهد تحـولات بنيوية و لهذا و لأشياء أخرى لا يتسع المقام لذكرها نحن مطالبون كأكاديميين أكثــر من أي وقــــت مضى بالتعبئـــة الشاملــة و الجماعية والتحلي بالعزم و الاستباقية كما أشار له صاحب الجلالة في خطابه السامي في افتتاح البرلمان لدورة أكتوبر 2024 وذلك من اجل استغلال الفرص الجديدة التي تتيحها هذه التحولات و النجاة من الأخطار التي تكتنفها.
سنعمل جماعيا ، بجد ودون كلل من اجل المساهمة في ربح هذه التحديات.
السيدات والسادة الحضور الكرام ؛
هــــذه المدينــــة وهذه الكلية والسيد عمر حنيش سلفي ، والسيد محمد غاشي رئيسي ، وهدى الله أطلبه والحكمة استرشد بها ودعوات الجميع تنفع لا أقول أني سأصنع ولكن مني الجهد ومن محيط العون وهي أمانة نسأل عنها فنسأل الله التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته