بدعوة من جمعية سلا المستقبل، وبدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفي إطار تفعيل مكونات برنامج حفظ ذاكرة سلا، احتضن المركب الثقافي سعيد حجي بسلا، زوال السبت 11 يناير 2025، الموافق للذكرى الواحدة والثمانين لتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال، ندوة وطنية في موضوع: الحق في الذاكرة بين التنظير والتفعيل، أماكن سلا نموذجا، بمشاركة الأساتذة الأجلاء: ذ. مبارك بودرقة، مستشار السيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و الأستاذ. جامع بيضا المدير السابق لمؤسسة أرشيف المغرب ، والأستاذ مصطفى المانوزي رئيس منتدى ضمير الذاكرة، وبحضور نخبة من أطر وفعاليات المدينة والمجتمع المدني محليا ووطنيا، وممثلين رفيعين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان،
ويجدر التنويه في هذا الإطار بحضور الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي الرئيس المؤسس لجمعية سلا المستقبل، الذي ألقى كلمة وجيهة في مستهل الندوة، عبر من خلالها عن اعتزازه بإنجازات برنامج حفظ ذاكرة سلا، وبالعمل الجاد والهادف المعمد بتضحيات المدير التنفيذي للجمعية الأستاذ الحبيب بنمالك،
أعقبته كلمة الأستاذ مبارك بودرقة باسم السيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي عبرت عن دعمها الكامل للشراكة الوثيقة التي تجمع المجلس الوطني لحقوق الإنسان بجمعية سلا المستقبل و مباركتها للإنجازات المحققة، قبل أن يتم تقديم عروض الندوة، حيث ألقى الأستاذ مبارك بودرقة مداخلة حول موضوع: الفاعل السياسي والحقوقي ومسؤولية حفظ الذاكرة، فيما تمحورت مداخلة والأستاذ مصطفى المانوزي حول موضوع: في الحاجة إلى تنطيق مواقع حفظ الذاكرة، بينما اختار جامع بيضا موضوع: التاريخ والذاكرة والأرشيف، حيث تميزت المداخلات إجمالا ، بعمقها المعرفي وثرائها النظري وصرامتها المنهجية، مما يجعلها مداخلات مرجعية تأسيسية لمركز الذاكرة السلاوية، إلى جانب أرضية الندوة المعدة من طرف جمعية سلا المستقبل.
وعقب اختتام المداخلات، تمت تلاوة توصيات الندوة المستخرجة من وثائق ومداخلات الندوة واقتراحات وتوصيات الحضور، وفي ارتباطها بأفق تأسيس وهيكلة وتفعيل مركز الذاكرة السلاوية
في غضون ستين يوما من تاريخ ندوة اليوم، و هكذا تلا مسير الندوة الأستاذ سعيد الرهوني التوصيات التالية التي تمت الموافقة عليها بالإجماع:
- التأكيد على أهمية تأسيس مركز الذاكرة السلاوية كرافعة مؤسسية ووظيفية للنهوض بتيمة وقيمة الذاكرة كبؤرة للهوية وللمشترك، وكفضاء مفتوح لتأصيل نقاش تعددي وشفاف بين مختلف فعاليات وحساسيات المدينة، لتعميم الوعي بتيمة وقيمة الحق في الذاكرة، كحق ثقافي وعمومي مشترك، يؤثث مختلف مجالات الإبداع الإنساني التي طالها الطمس والإهمال والنسيان، مع اعتبار المركز واجهة حقوقية كذلك للمرافعة من أجل إدراج حاضرة سلا، بتاريخية نضالها من أجل الحرية والديموقراطية، وبثراء مساهمات نخبها في تشييد المغرب العصري، فكريا وسياسيا وثقافيا وفنيا ورياضيا، ضمن أماكن الذاكرة الجديرة بالحفظ والاعتراف والتثمين.
- مسؤولية وواجب إشراك كل الفاعلين المؤسسيين من سلطات عمومية محلية وإقليمية وجهوية، وضمنها المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية المعنية، و إطارات المجتمع المدني الجادة، فضلا عن الباحثين والمهتمين المتخصصين ، في أوراش إنتاج قراءة مشتركة لذاكرة الماضي ، وإبداع لغة مشتركة للتعريف بمكنوناته ونفض الغبار عن مكبوتاته ومهملاته، ومأسسة صيغ وآليات مستدامة وناجعة لحفظ الذاكرة الجماعية والحضارية والثقافية، كمسؤولية وواجب مقدس اتجاه هوية المشترك الذي يجمعنا، واتجاه مستقبل جدير بأجيالنا اللاحقة ، وهي تنهل من ملاحم وأمجاد و نضالات تضحيات أجدادها، لتعميد طريقها نحو الكرامة والحرية والديموقراطية.
- جعل التعاطي المعرفي المنتج مع موضوع الذاكرة في علاقتها بحقوق الإنسان، ضمن رؤية مركز الذاكرة السلاوية، ينسج هندسة بناء تركيبي نسقي مندمج لفينملوجيا الذاكرة الفردية، وسوسيلوجيا الذاكرة الجماعية ، وإبستملوجيا الذاكرة التاريخية، لاحتضان التنوع الثقافي والهوياتي والمجالي ، والعبور به من الاعتراف بالتعدد إلى بناء ذاكرة عادلة ومنصفة، متحررة من اليوتوبيا ولاحمة للمشترك.
المركب الثقافي سعيد حجي 11/01/2025