الرئيسية / الرئيسية / نبذة عن سيرة الفنان عبد الرحيم لبيض
لوحة للفنان لبيض عبد الرحيم

نبذة عن سيرة الفنان عبد الرحيم لبيض

الفنان عبد الرحيم لبيض
الفنان عبد الرحيم لبيض

ولدت في سلا، مدينة ضاربة في التاريخ وغنية بالتراث الثقافي الذي يتخلل الحياة اليومية. تراث حاضر في الشوارع والأزقة ببيوت تخفي سحرها خلف واجهات دون بذخ. آثار ثراتها تقرأ أيضا في الأسوار العابرة  لعشرات القرونً و الشاهدة على المخاطرالخارجية التي أحذقت  بها . وعلى مسافات منتظمة، توفرهذه الأسوار للزائر، من خلال فتحات كبيرة مسلحة بمدافع من عهود قديمة، منظرًا آسرًا للمحيط، يحكي معارك القراصنة وعودة القوارب المحملة بالغنائم والأسرى. و بدورها تقدم الأزقة الصاخبة، المارة من باب سبتة إلى السوق الكبير، شذرات من هذا الماضي، من خلال نغمات الملحون المنبعثة من أجهزة الراديو أو المجموعات الموسيقية الصغيرة التي تنعش حياة المقاهي التقليدية.

لقد كانت طفولتي مغمورة في هذا الجو المفعم بمحتوى ثقافي غني. وفي هذا السياق، بدأت علاقتي بالممارسة الفنية، وخاصة الرسم في البداية، في السنوات الأولى من الطفولة، في الخمسينيات وبداية الستينيات. رغم أنه، خلال هذه السنوات الأولى من الاستقلال، كانت وسائل تعلم الممارسة الفنية شبه منعدمة بالنسبة لمعظم السكان. فكان الشغف وحده هو القوة الدافعة لاكتساب التعليم الفني وتعلم التقنيات وفهم البعد الفني للحياة.

كانت ممارسة الرسم أحد مصادر متعتي، وجزءًا من المقومات التي تضفي طعمًا للحياة، خلال هذه السنوات الأولى وما بعدها، طوال السنوات التي أمضيتها حتى الآن.

بدأت ممارستي للفن التشكيلي منذ نهاية الثمانينات كاستمرار طبيعي لممارسة الرسم. قادني ولوج هذا المجال إلى التعامل مع متطلبات هذا الفن بمقاربة وتقنيات ذات طبيعة أخرى: ملاحظة الأشياء والمشاهد بعناية، وإبراز اللون المطلوب من خلال ممزج الألوان، وإبراز فعل الظل والضوء، وتجسيد الانطباع، و التحكم في الإيماءة واللمس، والتسلح بالصبر ومقاومة الصعوبات والعديد من الممارسات التي يمكن اكتشافها مع الممارسة. مع الإستفادة من تقنيات الرسم و تسخيرها  في إإنجازات الفن التشكيلي.

بسبب الإمكانات التي أتاحها لي الفن التشكيلي، أحسست أنني اكتشفت عالمًا جديدًا. أولاً، من خلال استخدام اللون الذي يسمح  بتمثيل الجسم المرسوم بطريقة أكثر دقة وواقعية مع إعطاء اللوحة عمقًا وقدرة على نقل المشاعر بشكل لا يتحقق بواسطة الرسم.

حين تجاوزت مرحلة التعلم الأولى لتقنيات الفن التشكيلي، بدأت في استكشاف أنواع مختلفة من الإبداعات، التشخيصية والمجردة والمختلطة. لقد انجذبت إلى الإبداعات االلمننجزة من خلال الاستخدام المشترك للطلاء والمواد المختلفة. فقد سمحت لي هذه التقنيات المختلطة بتوسيع إمكانياتي في التعبير.

كانت إمكانيات اكتشاف عالم الفنون البصرية، وخاصة الرسم، محدودة نسبيًا في المغرب. و من حسن الحظ، تمكنت خلال إقامتي في فرنسا من أجل االدراسة  من عام 1970 إلى عام 1975، من اكتساب شيئ من المعرفة  من خلال زياراتي للمتاحف وصالات العرض. ثم واضبت فيما بعد على زيارة هذه الأماكن الثقافية خلال رحلاتي المتكررة ، مما ساعدني على إثراء ثقافتي الفنية والتعرف على أنماط واتجاهات الرسم المختلفة.

 

حتى عام 2019، كنت أمارس نشاطي الفني بالتوازي مع أنشطتي المهنية كمدير بمجموعة بنك الوفاء ثم كمدير عام لشركة  وافاباي التابعة لهذذه المجموعة، و بعد ذلك كمدير عام لشركات أنشأتها شخصيا. في ذلك العام، تقاعدت وكرست أكبر قسط من وقتي لممارسة الفن التشكيلي.  قدمت بعض أعمالي في العديد من المعارض، لا سيما في معرض بقاعة ليفينفورآرت، وفي المكتبة الإعلامية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، وفي قاعة فول . ومن المقرر إقامة معارض أخرى: الأول في المركب الثقافي سعيد حجي بسلا خلال الأسبوعين اللذين تنظمهما جمعية سلا المستقبل، والثاني في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء والثالت في المركب الثقافي أنفا بالدار البيضاء.

                                                                                                                                            عبد الرحيم لبيض

شاهد أيضاً

لوحة لنفيسة بوزيد

نفيسة بوزيد حياة من الابداع

بقلم :د .عز المغرب معنينو  نفيسة بوزيد: من مواليد حي الطالبية العتيق بمدينة سلا سنة …

ضريح سيدي بنعاشر

ضريح سيدي ابن عاشروعلاقاته بالإسعاف الاجتماعي

بقلم ﭘول ﭬـالطون ترجمة محمد غرايب  عثرت بالصدفة على هذه الوثيقة القيمة عن ضريح سيدي …

لمحة عن التاريخ الديني والروحي لحاضرة سلا العريقة

بقدر ما تنغرس سلا عميقا في تربة التاريخ الحضري والعمراني والسياسي والاقتصادي والملاحي للكيان الوطني …

باب سبتة

مدخل لمعالم سلا

ليس من المغالاة في شيء القول بأن القرن العشرين ، كان قرنَ انبعاثِ سلا بامتيازٍ، …

جمعية سلا المستقبل تقدم كتابا يؤرخ للذاكرة الجماعية لسلا

بقلم فنن العفاني في لقاء ذي حمولة حقوقية وسياسية وثقافية، قدمت كل من جمعية سلا …