بلاغ بمناسبة انعقاد لقاء ذاكرة سلا والتاريخ الراهن
والإعلان عن تأسيس مركز حفظ ذاكرة سلا
تخليدا للذكرى العشرينية لتأسيس جمعيتنا العتيدة: سلا المستقبل ، وتفعيلا لالتزامات إطلاق برنامج حفظ ذاكرة سلا في بلاغ 14 يونيو 2023، وبدعم من بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، عقدت الجمعية زوال السبت 30 نونبر 2024، بالمركب الثقافي سعيد حجي ، لقاءا عموميا مفتوحا تحت عنوان: ذاكرة سلا والتاريخ الراهن، حضرته نخبة رفيعة من فعاليات وأطر المدينة وممثلون عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و افتتح اللقاء بتدشين معرض فني بهي من إبداع فنانات وفنانين تشكيليين سلاويين مرموقين، قبل الانتقال لقاعة الندوات التي شهدت بالموازاة مع وصلات فنية غنائية من إهداء الفنان الملتزم حسن شيكار، تقديم وتقاسم إنجازات ومكتسبات برنامج حفظ ذاكرة سلا، عبر أشرطة تستعرض كتابي ذاكرة سلا والتاريخ الراهن: رؤى متقاطعة، المخصصين للمسارات السياسية و الثقافية، إلى جانب ملخص شريط عن ذاكرة سلا السياسية والثقافية، فضلا عن تقديم شريط عن الموقع الالكتروني الجديد لبرنامج حفظ ذاكرة سلا، ليختتم اللقاء بتقديم أرضية مركز حفظ ذاكرة سلا، التي ستشكل محطة مفتوحة وشفافة لنقاش وتداول وتفاعل جمعية سلا المستقبل بكل فعاليات وحساسيات المدينة الفكرية والثقافية ،و مع المنتخبين و السلطات العمومية و المصالح الخارجية للوزارات المعنية، وشركاء الجمعية المحليين والدوليين، المدعوون جميعا لإغناء هذه الأرضية بملاحظاتهم واقتراحاتهم الوجيهة. وفيما يلي نص أرضية المركز:
يشكل تأسيس مركز حفظ ذاكرة سلا، أحد المخرجات المؤسسية والوظيفية الضامنة لديمومة استمرارية برنامج حفظ ذاكرة سلا المعلن عنه منذ 14 يونيو 2023، المتأصل في زخم الشراكة الوثيقة التي تجمع جمعية سلا المستقبل بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمستشرف لتخليد عشرينية هيئة الإنصاف والمصالحة، وعشرينية جمعية سلا المستقبل، بمكتسب حقوقي
وثقافي ومدني كبير في حجم تأسيس مركز حفظ ذاكرة سلا، كرافعة مؤسسية لاستمرارية أوراش برنامج حفظ ذاكرة المدينة؛
وبقدر ما يستمد تأسيس مركز حفظ ذاكرة سلا مشروعيته وجدواه، من الحاجة الماسة لاستثمار وتثمين وتقاسم غزارة تراكمات الحصيلة الأدبية والمعرفية والفنية لأوراش برنامج حفظ ذاكرة سلا ، فإنه يختزن كمشروع وليد وغير مسبوق، حوافز ودوافع النهوض بتيمة وقيمة الذاكرة كبؤرة للهوية وللمشترك، في سعينا الدؤوب لتأصيل نقاش تعددي وشفاف بين مختلف فعاليات وحساسيات المدينة، لتعميم الوعي بتيمة وقيمة الحق في الذاكرة ، كحق ثقافي وعمومي مشترك، يؤثث مختلف مجالات الإبداع الإنساني التي طالها الطمس والإهمال والنسيان، وللتمكين من آليات المرافعة المدنية الهادفة من أجل إدراج حاضرة سلا، بتاريخية نضالها من أجل الحرية والديموقراطية، وبثراء مساهمات نخبها في تشييد المغرب العصري فكريا وثقافيا وسياسيا و فنيا ورياضيا، ضمن أماكن الذاكرة الجديرة بالحفظ والاعتراف، باعتبار هذين الهدفين أحد المداخل الحقوقية و القيمية الأساسية، لتفعيل ورش حفظ الذاكرة والتاريخ، المنبثق عن توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، المحفوفة كذلك بمخاطر النسيان.
وعلى هذا الأساس، يغدو تملك الحق في الذاكرة، في العلاقة بالتجربة المغربية عموما، وبتأسيس مركز حفظ ذاكرة سلا خصوصا، مرادفا لواحد من أنبل استحقاقات إجلاء الحقيقة و توطيد الإنصاف، وتشييد صرح المصالحة في شمولية أبعادها، بما يلزم المركز بواجب إشراك كل الفاعلين المؤسسيين والمدنيين، فضلا عن الباحثين والمهتمين، في أوراش إنتاج وتقاسم قراءة مشتركة لتوترات الماضي وإحباطاته، وإبداع لغة مشتركة للتعريف بمكنوناته و نفض الغبار عن مكبوتاته، و مأسسة صيغ وآليات مستدامة وناجعة لحفظ الذاكرة الجماعية والحضارية والثقافية، كمسؤولية وواجب مقدس اتجاه هوية المشترك الذي يجمعنا، واتجاه مستقبل جدير بأجيالنا اللاحقة، و اتجاه الضمير الإنساني بشكل عام .
جمعية سلا المستقبل