المنتدى المحلي سلا
– تقديم-
* البعد الأورو متوسطي
يندرج “المنتدى” في أفق التعاون الأورومتوسطي، وفي إطار برنامج “أورو المتوسط- تراث 4” (Euromed Heritage 4)، ضمن استراتيجية تنمية التراث الثقافي الأورومتوسطي 2007-2013.
يعتبر المشروع أن التراث ملك عمومي مشترك، انطلاقا من ثلاثة اتجاهات استراتيجية:
-أولا، التوعية بالتراث الثقافي، والتربية من خلال دعم التعليم المدرسي والجامعي والمهني، وكذا توعية الإدارات المحلية والمركزية؛
-ثانيا، اعتبار التراث الثقافي عاملا للتنمية الإنسانية، من شأنه تقديم إمكانات ثقافية جديدة لتدبير المواقع السياحية والصناعة التقليدية؛
ثالثا، دعم الحكامة الجيدة في مجال التراث الثقافي، عن طريق إشراك المواطنين والتأطير القانوني والإداري الفاعل، المهني والمنسجم، الذي يجد دعامته في الحوار الثقافي المشترك.
لهذا، يتعين مقاربة هذه العملية ضمن هذا التصور الاستراتيجي الواسع، الذي يتجاوز الإطار الجهوي إلى الإطار المغاربي. لأن غاية “المنتدى” هي أن يحقق، على المدى المنظور، نموذجا ويشكل تجربة على صعيد منطقة البحر الأبيض المتوسط.
أهداف المنتدى
يسعى “المنتدى” إلى تحقيق الأهداف التالية:
– تكريس اعتراف السلطات المحلية وساكنة المدينة بالمعمار التقليدي كعنصر للهوية الثقافية، لكونها تجسد إمكانية هامة من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المحلية. وهو الأمر الذي يقتضي حث المسؤولين السياسيين والإداريين والسكان على إعطاء المزيد من الأهمية إلى التراث الحي، والانخراط في مقاربة مندمجة للحفاظ عليه.
-وضع أسس مقاربة جديدة للعمل، انطلاقا من إطار جديد للحكامة، يقسم المجال إلى مجموعة من الأنشطة موجهة بالأساس إلى دعم المعمار التقليدي؛
-اعتماد طريقة جديدة للعمل، انطلاقا من إطار جديد للحكامة، يسمح بإمكانية إجراء مجموعة كبيرة من الأنشطة الهادفة إلى تثمين التراث المعماري؛
خلق دينامية بين تثمين التراث المبني وتحسين مستوى العيش، على اعتبار أنه مشروع يتقاسمه كل من السكان والسياسيون والصناع التقليديون والطلبة والأساتذة والنساء والأطفال والمهنيون. وهم مطالبون جميعا بتملك هذا المشروع، عن طريق تحديد وتحقيق إجماع حول الحاجيات والعمليات التي ينبغي تطويرها في المنطقة المغاربية (المغرب، الجزائر وتونس).
* وسائل عمل المنتدى
-تأسيس ستة منتديات محلية في المدن المنخرطة في المشروع، وهي: سلا، مراكش، غرداية، القيراوان، وسوسة، تحت شعار “المدينة: تراث حي”. وهي أدوات أساسية من أجل توفير دينامية للحوار بين المواطنين، وتأمين انخراطهم في عملية الحفاظ على التراث، كي تضمن في الوقت نفسه فعالية العملية واستمراريتها، وتجذر كل موقع في محيطه، وتيسر نجاح الأنشطة وجودتها.
– إعطاء الأولوية للاستشارة العمومية في إطار استراتيجية دعم التراث المبني، حتى يتمكن المجتمع المدني من الاشتراك في إعداد المقترحات وتحديد أنشطة المشروع، على اعتبار أن عملية تكوين الانشغالات والتطلعات التي تهم إنعاش وحماية المعمار التقليدي تتم على المستوى المحلي، وكذا مسألة بروز ومناقشة الإشكاليات التي تهم إنعاش هذا المعمار والحفاظ عليه.
-وضع الفريق الدولي المتعدد الاختصاصات (L’EIDEM) خبراته رهن الإشارة، لأجل إعطاء الدعم والوسائل التقنية والعلمية للمنتديات وأنشطتها. لكون المشروع يعتمد مقاربة تسهل نقل المعارف وتيسر الفهم المشترك والانسجام الاجتماعي وتبادل التجارب المشاركة والحوار الثقافي المشترك.
إن من شأن تجارب دعم التراث الثقافي التي تطورها المنتديات المحلية أن تقود إلى اكتشاف هوية المدينة عن طريق تمكين السكان من معرفة أكبر بالغنى الثقافي والتاريخي لبيئتهم الحضرية اليومية.
المدينة تراث حي
توجيهات لجمع وتنظيم المعلومات حول التراث
للوصول إلى معرفة جيدة للتراث المحلي المتعلق بالعمارة التقليدية، سواء في مظاهرها المادية أو غير المادية، فإنه يجب القيام بجمع موسع للمعلومات يهم خصائصها وقيمها الأساسية والأشخاص المنخرطين في صيانتها وإبراز قيمتها وكذا العمليات التي هي الآن قيد الإنجاز من أجل الحفاظ عليها.
يجب أن تسمح هذه المعلومات والمعارف للمسؤولين المحليين عن منتديات “المدينة : تراث حي” بالقيام، من جهة، بتقديم منظم ومنسجم لوضعية تراث المدينة خلال لقاءات السيرورة التشاركية، وتحديد الأسئلة المناسبة التي يتعين وضعها من جهة أخرى، على المواطنين خلال الأبحاث التي سيتم إنجازها والمساعدة على إيجاد مواضيع مفيدة ومقترحة، كفيلة فعلا بضمان تعرف كافة مكونات المدينة على تراثها بشكل فاعل ومنخرط.
إن المعرفة التي يتمتع بها المسؤولون عن المنتديات المحلية اليوم مهمة، وقد تكون في بعض الحالات، كافية للمهام المطلوبة؛ وفي هذه الحالة، فإنه يتوجب، أكثر من جمع المعلومات، تنظيم المعلومات المتوفرة حتى تكون مفيدة للهدف المنشود؛ وهو ضمان انسجام وتناسب المواضيع التي يتعين التطرق إليها.
وفي هذا المعنى فإنه يجب أخد ثلاثة مجالات بعين الاعتبار، تكون العناية فيها موجهة لجمع وتنظيم المعلومات:
* التراث المحلي
انطلاقا من الببليوغرافية والمعرفة المباشرة بمختلف المظاهر المادية وغير المادية للعمارة التقليدية، فإنه سيتم جمع المعلومات حول مختلف عناصر التراث بغاية البحث عن أشكال تجميع موضوعاتي بحسب المعايير الأكثر وجاهة في كل حالة، حول المظاهر التاريخية والثقافية وتلك المتعلقة بالنـمـذجة أو بالزخارف. ومن المهم جدا التعرف على نقاط القوة والضعف في كل مجموعة حتى يتسنى تقييم حالتها وحيويتها وكذا إمكانيات الحفاظ عليها و العناصر الكفيلة بالتفكير في الأدوار التي تضطلع بها وسط السكان وآفاقها المستقبلية.
* الفاعلون
من المهم جدا أيضا، التوفر على قاعدة معطيات جيدة حول العناصر التي تعمل في نطاق التراث، هكذا يجب إضفاء قيمة على ما يقومون به داخل المجتمع وعلى درجة انخراطهم وعلى نوعية النشاط الذي يقومون به. وبعد التعرف على هذه العناصر والأدوار التي تقوم بها من أجل تراث المدينة فإنه يجب التعرف على طاقاتها السياسية أو الاجتماعية من أجل تنمية أنشطتها وقدراتها الاقتصادية من أجل مواجهة المصاريف المتعلقة بصون التراث، ومؤهلاتها التقنية من أجل إنجاز مهام إعادة التأهيل والإصلاح، وكذا مواردها البشرية،من حيث الكم والكيف والحرفية واستعداداتها المرتبطة بالمظاهر الاجتماعية والثقافية والدينية وغيرها، لاسيما رغبتها في خلق تفاعل إيجابي مع مجموع الأعمال المندرجة في إطار مشروع “منتدى” داخل المدينة.
* أعمال حول التراث:
وكتكملة للمجالين السابقين سيكون من المفيد التوفر على معلومات محينة عن كل العمليات والأنشطة المنجزة في المدينة حول العمارة التقليدية، وتلك التي تكون قيد الإنجاز أو ما زالت مشروعا. وفي هذاالإطار، فإنه من المهم الوصول لوصف مفصل ولمعرفة معمقة للأنشطة المتعلقة بالأهداف المرسومة وتوجه ومضمون والأعمال الفعلية والخدمات المتوفرة ودرجة انخراط السكان والنتائج المحصل عليها، من أجل التوفر على معلومات قيمة في الوقت الذي ستنطلق فيه أعمال المنتدى.
إن هذه الوثائق المجموعة والمبلورة والتي هي عبارة عن نصوص وصور وتصاميم وقاعدة معطيات…الخ، ستسمح بإنجاز ملفات موضوعاتية من أجل المساعدة على التعريف بالوضعية الفعلية لتراث المدينة. ومعلوم أن هذه الوثائق ستنشر في الحيز المخصص للمدينة على الموقع الإلكتروني للمنتدى حتى يمكن التعريف بها في الخارج وخصوصا لدى المدن المنخرطة في المشروع، وحتى تتم الإفادة منها لإنجاز التقاديم خلال اللقاءات التشاركية.