تنظم جمعية سلا المستقبل لقاءً عن بعد لتقديم أطروحة دكتوراه في موضوع: فنادق مدينة سلا، دراسة تاريخية ومعمارية للدكتور خالد عبوبي
و يتضمن هذا البحث دراسة تاريخية ومعمارية لفنادق مدينة سلا، خلال الفترة الممتدة من القرن السادس الهجري/ 12م إلى حدود سنة 1352هـ/1934م، مما يجعله يغطي حقبا متباينة من تاريخ المدينة. وتمثل هذه الفنادق مكونا رئيسيا من مكونات المجال المعماري للمدينة، يرتسم من خلاله تاريخها بتفاعلاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتأثيرها في نسيجها الحضري؛ بحيث لعبت الفنادق أدوارا متعددة ضمن الشبكة التجارية إلى جانب الأسواق وغيرها، واستقبلت عدة عناصر من فئات المجتمع، فوفد عليها المسؤول الرسمي، والمتصوف، إلى جانب التجار والقناصل الأوروبيين، ومن جهة أخرى استقر بها أهل اللهو، والمجون، والبغاء، وسجِن بها من كان خارجا عن الطاعة في بعض الأحيان.
وقد تميزت مدينة سلا بموقعها الجغرافي في مصب واد أبي رقراق، وبزخمها التاريخي المتفرد وغنى إرثها التراثي، فانتظمت هذه المؤسسات ضمن فضائها المعماري، منذ نشأتها مع أسرة بني العشرة الذين وضعوا اللبنات الأولى لمدينة سلا الإسلامية، في أوائل القرن الخامس الهجري.
لقد سعى البحث إلى تتبع تاريخ فنادق المدينة، من خلال مقاربة شمولية تجمع بين جردها وتوطينها ضمن نسيج المدينة، ودراسة علاقتها بمؤسسة الأحباس، وبباقي العناصر المعمارية المكونة للمدينة من جهة، والنبش في الرصيد الوثائقي للمدينة من جهة أخرى، بقصد تلمس مختلف الأدوار التاريخية التي لعبتها ودور الفاعل البشري في صناعة أحداثها.
كما اقتضت طبيعة الدراسة الخروج من التتبع المنوغرافي المكتفي بتقديم مجموعة من الإفادات المتعلقة بفنادق المدينة، لينتقل إلى مقاربة أخرى تزاوج بين الوصف والتحليل والمقارنة بغية الخروج بنتائج كافية، تبرز جوانب متعددة من تاريخ هذه المرافق، وهو ما استوجب استحضار الأبعاد الدينية والثقافية والقانونية في دراسة هذا العمائر.
وتبقى هذه الدراسة محاولة للوقوف على الفنادق السلاوية والتعرف على أدوارها المتعددة عبر التاريخ، لعلها تنبه على قيمة هذا المخزون التراثي التي تحظى به المدينة، ومن ثمة تثمينه ورد الاعتبار إليه في أفق دمجه في مقاربة تنموية شاملة تراعي الابعاد الثقافية والسوسيومجالية وغيرها.