يوم الثلاثاء 20 أبريل 2010 بالخزانة الصبيحية
“في تحولات المجتمع المغربي”
الحضور:
– عبد الغفور أشوال عن المكتب التنفيذي للجمعية
– محمد سبيلا
– نور الدين الزاهي
– عبد الرحيم العطري
في البداية رحب ممثل المكتب التنفيذي لجمعية سلا المستقبل بالحضور، وكذا بالمشاركين في اللقاء، وعرف بكل واحد على حدة، محمد سبيلا سوسيولوجي وفيلسوف، نور الدين الزاهي أستاذ سوسيولوجيا ، وكذلك الشأن بالنسبة لعبد الرحيم العطري.
في كلمة السيد نور الدين الزاهي تقدم بالتعريف بالأستاذ محمد سبيلا، ومدى إسهامه في المجالين الفلسفي والسوسيولوجي، سواء على مستوى تأطير الطلبة أو على مستوى الإنتاج الفكري، واعتبره من المفكرين المنخرطين engager: حيث يشتغل مع العديد من الجمعيات، يفكر مع رجالات السياسة، يساهم على مستوى التعليم، وحالياً يرأس مركز لدراسة تحولات المجتمع المغربي.
يعتبر كتابه الحالي لحظة من لحظات الانخراط في التفكير في تحولات وتغيرات المجتمع المغربي، فبعد قراءته كان لابد من طرح السؤال: لماذا رجع في كتابه إلى فترة القرن 19؟ فوجدت أن برجوعه إلى هذه الحقبة فهو يرجع إلى التاريخ، فبالتالي يطرح السؤال ثانيةً لماذا يضطر السوسيولوجي إلى الرجوع إلى التاريخ؟ هل لأن المغرب لم ينتقل من هذه الحقبة؟ هل لا يزال يعيش انتقالات وتحولات طويلة الأمد؟
هذا ما أجاب عنه الأستاذ سبيلا في كتابه، حيث عبر عن حالة السكون التي يعرفها المجتمع المغربي، وأننا تعبنا من الانتقال في حين أنه لم ينتقل، وأشار إلى أن الأحزاب السياسية تعرف تيهاً إيديولوجياً. الكتاب يرصد مجموعة من الكليشيهات، كخضوع المثقف لمسار رجالات السلطة . وأبرز كذلك بطأ التحولات على مستوى القيم، حيث تتيه البوصلة داخل قيم الحداثة والتقليد، واقتصار التحولات على مستوى العنف، التعامل مع التقنية، وتعامل النخب مع بنيات النخب. وبالتالي يطرح السؤال: لماذا لا تخضع هذه التحولات للمنطق العقلاني؟
ابتدأ الأستاذ عبد الرحيم العطري مداخلته بحكاية” كونفوشيوس والطالب المنغولي” : سأل الطالب المنغولي كونفوشيوس “كيف أخدم بلدي؟” أجابه ” قل الحقيقة ولو أزعجتك”، ثم سأله ثانية “كيف أخلد في التاريخ؟” أجابه كونفوشيوس ” أن تمكث 50 سنة بإنجابك للأبناء، وتمكث100 سنة بغرسك لشجرة، وتخلد 1000 سنة بأن تكتب كتاباً”
يبدأ عنوان الكتاب ب “في” لأنه لا يدعي الحقيقة بل يدعوا إلى التفكير في التحولات التي عرفها المجتمع المغربي، بالتالي هو اعتراف بانتمائنا إلى عالم من النسبية.
في هذا الكتاب نتعلم درس الأسئلة، البحث عن معنى الأشياء، الرجوع إلى التاريخ، والتفكير في جذور العطب، وأننا نساهم في ” حياكة ثوب لا يراه إلا الأذكياء” وهي الحكاية التي ختم بها المتدخل كلمته.
ابتدأ السيد محمد سبيلا مداخلته بكلمة شكر وتقدير لجمعية سلا المستقبل، وللزملاء الأساتذة. انتقل بعد ذلك للحديث عن ثلاث نقط أثارها المتدخلين:
– هذا الكتاب هو تجميع لمجموعة نصوص سوسيولوجية كتبتها،
– علاقتي بالسوسيولوجيا كانت نتيجة ميول قوي، هذا يرجع لعدة عوامل منها دعوة أبي لي لقراءة جريدة العلم ربت فيَ حب السياسة وميولات للاهتمام بها، انخراطي في الشبيبة الاتحادية، والارتباط بالفكر القومي والتقدمي.
– ارتباط الفكر بالواقع، وهي الفكرة التي تبقت من الماركسية بعد انتكاستها
وجواباً على سؤال الرجوع إلى التاريخ، فتجدر الإشارة إلى أن مجتمعنا متجذر في التاريخ بقوة الماضي فيه، ورجوعي للتاريخ فهو بسبب قوته.
أما الحديث عن التيه فهو نتاج الأزمة التي تعيشها الأحزاب، وبإعلان المثقفين عن هذه الأزمة أجيبوا من طرف السياسيين بنعتهم بالعدميين، لأنهم يشككون في المقولات الوصفية-التوجيهية حول “المغرب الجديد…” التي تؤدي بالمثقف إلى السكف عن طرح الأسئلة إذا ما انصاع لهذه التوجيهات.
وقد لخصت تدخلات القاعة في مجموعة أسئلة كانت كالتالي:
– هل حدث في المغرب تحول إيجابي أم لا؟
– ما مفهوم “التحول” في بعده السوسيولوجي؟
– لماذا نلاحظ غياب المثقف العضوي؟
– هل هناك صراع نخب أم تبادل أدوار؟
إجابات الأساتذة كانت على شكل نقط حاملة في طياتها أجوبة مباشرة أ غير مباشرة لتساؤلات المتدخلين.
بعد دعوته لقراءة الكتاب، ذكر الأستاذ الزاهي بالأساطير المتداولة في عصرنا “الحديث”: الأولى تقول بأن “من لا ماضي له لا حاضر له” وأمريكا أثبتت العكس، وبالتالي يجب مراجعة أطروحة العروي، الأسطورة الثانية حول “المصفاة الثقافية”، أما الأخيرة فهي ” أننا ننتقد الغرب لأننا لا نحبه” وهو الخطأ شائع، فاللجنة الملكية لتقرير الخمسينية قالت بأن المغرب في مفترق طرق !
أما السيد العطري فقد اقتصر على جملة واحدة “الكل يطبل ، الكل يصفق إلا أن الكتاب أفسد الحفل التنكري”
بينما علق السيد سبيلا على التساؤلات في نقط مقتضبة:
– هل التغيرات الكمية تولدت عنها تحولات كيفية؟
ç التغيرات الكمية لا تواكب التحولات
ç التحولات خادعة فكلما تعمقت اكتشفت أن هناك تباطؤ تاريخي.
– الأمر يتعلق بصراع نخب لا بتبادل أدوار
– لا يتعلق الأمر بغياب مثقفين بل بإحباط، وخيبة الظن بالعمل السياسي الذي حول لمرتع للاغتناء والصعود في السلم الاجتماعي
في الختام تقدم السيد ممثل المكتب التنفيذي لجمعية سلا المستقبل بشكر الحضور والأساتذة، وذكر ببرنامج المهرجان. وتم التوقيع على مجموعة كتب للسيد محمد سبيلا.
المقرر: محمد المهدي بن خوجة