الرئيسية / مجتمع / ندوة “الهوية والتنوع الثقافي”

ندوة “الهوية والتنوع الثقافي”

بمشاركة الاساتذة:

تميم بنغموش
ابراهيم أخياط
ابراهيم إغلان

بادئ ذي بدء رحب السيد بنغموش بالحضور، وشكر المتدخلين إضافة للجمعية التي تسهر على تنظيم مثل هذه الندوات، وذكر بأنها تندرج ضمن فعاليات مهرجان سلوان في دورته الثانية. كما ذكر بأنشطة الجمعية التي تركز على قضايا المجتمع والتنمية المستدامة. بعد ذلك أعطى الكلمة للسيد ابراهيم أخياط ليلقي مداخلته.

ابراهيم أخياط: بعد الشكر وكلمة التقديم، نوه المتدخل بأهمية الموضوع المطروح للنقاش، وقس على ذلك باقي المواضيع المطروحة في هذه الدورة من المهرجان.

في بداية مداخلته ألقى السيد أخياط الضوء على مرحلة ما بعد الاستعمار نظراً لظهور مجموعة من المبادرات لتحديد الهوية المغربية، حيث ظهر دعاة العروبة والإسلام الذين أقصوا العنصر الأمازيغي في تحديدهم للهوية، وقد ترجم ذلك على مستوى التعليم الذي أنتج تلاميذ لا يعرفون شيئا عن التاريخ الحقيقي للمغرب وكذا عن الحضارة الأمازيغية. هذا ما خلق لنا تيهً هوياتيً الذي أفرز لنا بدوره تيهً سياسيً.

في ظل هذا التيه السياسي تم تجاهل البوابة الثقافية، ما جعل الأيديولوجية هي من تنتج الثقافة، وهذا ما يترجمه الأحزاب على أرض الواقع. وبالتالي نجد أحزاباً سياسية مهملة للملفات المجتمعية والثقافية ومنغمسة في ما هو سياسي فقط. مما يجعل من المستحيل الحديث عن انتقال ديمقراطي في ظل تجاهل البوابة الثقافية.

في الستينيات من القرن الماضي ظهرت الحركة الثقافية الأمازيغية من طرف مجموعة من الشباب خريجي المدرسة الحديثة، الذين تكونوا في مجالات السوسيولوجيا والأنطروبولوجيا، وكانوا أول من طرح سؤال “من نحن؟”.

للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نحدد مفهوم “الهوية”. هو مصطلح يمكن تناوله من ثلاث مستويات، الأول وهو الهوية الشخصية( من؟ ابن من؟..)، والثاني هو الهوية الدينية، أما المستوى الأخير والذي يهمنا هو الهوية الوطنية التي لا يختارها الفرد بل تخضع لمحددات الأرض والشعب، بالتالي لا يمكن طبعها بهوية شخصية أو فئوية. إذا اعتمدنا هذا التعريف يمكن أن نخلص بأن الهوية الوطنية للمغاربة هي أمازيغية بحكم الأرض، الشعب، والحضارة.

أما التعدد الثقافي فهو خاضع لعنصر اللغة، لكون الأصل للغوي هو من يخلق الحمولة الثقافية، هذا ما يجعل المغرب يعرف تعدداً ثقافيً نظرا لتعدد لغاته. وتعتبر الدارجة والأمازيغية مصدر الثقافة المغربية، والدارجة بحد ذاتها ترجمة للأمازيغية، أي أن الأمازيغي هو من خلق هذه اللغة، وذلك بقولبة العربية للتعبير، هذا ما أفرز لنا لغة مزيج بين العربية لغة القرآن والأمازيغية أصل الحضارة المغربية، دون أن نغفل اللغات الأخرى التي جاءت عقب الغزوات الأجنبية (الفرنسية، الاسبانية، البرتغالية،..). لكن رغم هذا الاختلاف اللغوي فطريقة التفكير واحدة لكون الأصل واحد، هذا ما خلق بمجتمعنا ميزة “الانسجام الثقافي”.

هذا دون أن نغفل ضرورة التدبير الثقافي، الذي يلزم النخب الفكرية والسياسية بأن تتخلص من التيه السياسي والاديولوجي والرجوع إلى التحكيم الذاتي، الذي يستلزم الاستقلالية والفاعلية والوعي بالذات الأمازيغية والهوية الوطنية. إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في المناهج التعليمية الفاقدة لصلة الربط مع الواقع وتاريخ المجتمع المغربي، دون أن نغفل ضرورة إدماج الأمازيغية في المناهج التعليمية ” فكيف يمكن أن نعرف هويتنا دون أن نتمكن من لغتنا؟!”، ونسطر كذلك على ضرورة المساواة بين الأمازيغية والعربية في الدستور إن كنا حريصين على تنشئة مغربي منسجم مع ذاته.

بهذه الجملة ختم السيد أخياط تدخله، لخص المسير مداخلة هذا الأخير، وأعطى بعد ذلك الكلمة للمتدخل الثاني السيد إبراهيم إغلان.

بعد أن شكر الجمعية والساهرين على الخزانة، أعلن السيد إغلان أن مداخلته ستكون مجرد تأملات حول مسألة التنوع الثقافي.

كثر الحديث عم مصطلح التنوع الثقافي مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر، بعد ذلك تم استعماله (المصطلح) في إعلان اليونسكو عن التنوع الثقافي، وهذا ما نلاحظه في مجمل مواد الإعلان. غير أن السؤال المطروح: كيف يدبر المغرب الشأن الثقافي؟؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نبحث عن وجود سياسة ثقافية ذات أهداف وإستراتيجية واضحة المعالم، غير أننا نجد غياب لأي سياسة تصب في هذا الشأن، وكذلك الشأن على مستوى برامج الأحزاب فهي لا تعرف أي مشروع ثقافي.

في الآونة الأخيرة ظهرت مجموعة من الجمعيات التي تدافع عن التراث، لكنها تفتقد لدراسات وأبحاث، وتنحصر أنشطتها فيما هو فولكلوري.

المعاهد الأجنبية (الفرنسية) يركزون في أنشطتهم على الجانب الثقافي لكن بهدف تصدير ثقافتهم وليس حرصاُ منهم على ضمان التنوع الثقافي، وذلك في نوع من الصراع مع الثقافات الأخرى (الأمريكية).

ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن مدينة سلا ليذكر بميزة التنوع الثقافي الذي يطبعها، لكن يشير إلى عدم تمظهر هذا الجانب، وأشار إلى الوضع الحالي الذي تعيشه المدينة حيث أصبحت مجرد مكان للنوم و”تفريخ الأولاد”، إضافة لكونها أصبحت مجرد حقل للتجارب العمرانية.

وطالب المتدخل بأن:

يتحول التنوع الثقافي إلى مصدر خلق وإبداع.

تطبق الديمقراطية فبدونها لا يمكن الحديث عن تنوع ثقافي

يتم اعتماد العامل الثقافي فبتجاهله لا يمكن الحديث عن تنمية

يحرص المجتمع المدني والغيورون على المدينة على الحفاظ على التنوع الثقافي لسلا

يتم التأسيس للجهوية على الجانب الثقافي

لخص المسير تدخل السيد إغلان و مرر الكلمة للحضور ليقدموا تدخلاتهم، ليطرحوا مجموعة من النقط، هي كالتالي:

التأكيد على أن تركيب الدارجة أمازيغي، بحكم عدم وجود “المثنى” في اللغة الدارجة

تم الإشارة إلى أن التاريخ يمكن كتابته باستقلالية، كتعقيب ألى مداخلة السيد أخياط

الحركة الأمازيغية لها الفضل في إدراج الأنطروبولوجيا للتعريف بالهوية، وجعل محدداتها الأرض والشعب.

الإشارة إلى أن هناك من يصدر للجهوية من منظور الذاكرات الجهوية، وبالتالي يجعلنا أمام إشكال “نحن والآخر”.

 

وكرد على التدخلات أكد السيد أخياط على ضرورة كتابة التاريخ بمنأى عن التوجه الإيديولوجي. كما لأكد كذلك إلى أن القضية الأمازيغية لا ترتبط بالعرق .

في حين أشار السيد إغلان إلى صعوبة كتابة التاريخ. وأن الحديث عن التنوع الثقافي ليس بهدف التفرقة والتشطير.

في الأخير شكر المسير الحضور، إدارة الخزانة، والمتدخلون. مذكراً في النهاية بباقي الأنشطة المدرجة ضمن برنامج الدورة الثانية من مهرجان سلوان

يوم الخميس 22 أبريل 2010 بالخزانة الصبيحية

تغطية : محمد المهدي بن خوجة

 

 

شاهد أيضاً

حفل تتويج التلاميذ الشعراء بإعدادية السمارة

 احتضنت الثانوية الإعدادية السمارة، حفل تتويج التلاميذ الشعراء، الذين فازوا في المسابقة الشعرية المنظمة  بتنسيق مع …

فنانون يرسمون جداريات بالمؤسسات التعليمية

في  إطار مهرجان سلوان، الربيع الثقافي لمدينة سلا،الدورة الثانية 2010 المنظم تحت شعار: “حماية التراث …

القوس والفراشة في الخزانة الصبيحية

تقديم رواية “القوس والفراشة” للشاعر والروائي محمد الأشعري سلا 20-4-2010- احتضن فضاء (الخزانة العلمية الصبيحية)، …

انطلاق مهرجان سلوان الدورة الثانية

انطلاق مهرجان “سلوان” الثقافي والتربوي بسلا سلا- 16- 4- 2010- افتتحت مساء اليوم الجمعة برواق …

كلمة لابد منها

من أجل حماية التراث والبيئة في إطار اهتمامها بالشأن الثقافي والفني، نظمت جمعية سلا المستقبل …