بين العشق والمناجاة والأمل قراءة مقتضبة في أوراق المرحوم عبد الرحيم الظريف “عشق الحياة” هو العنوان الذي تم وضعه للكتاب الذي يضم أوراق المرحوم عبد الرحيم الظريف التي كتبها في السنوات الأخيرة من حياته. ولم يكن هذا الاختيار اعتباطيا أو عرضيا، بل لأنه ينطبق بشكل كامل وكلي على طبيعة وذات المرحوم. فقد كان يعشق الحياة فكرا وفعلا، قلبا وقالبا، يهوى لحظات المرح وألحان الطبيعة ونشيد الحرية. يتجلى ذلك في أوراق الفصل الأول من الكتاب في “قصة حب” و”نشيد الصباح” حين يتحدث عن موعد العشاق ولحظة اللقاء والعناق أو في “شراع الحياة” و”ليلة الإشراق” التي ليست كالليالي أو في “بسمة الصباح” التي تبدأ مع طلوع الفجر فيها سر مكنون من أسرار العشق والجنون. الطبيعة تحظى بقسط وافر من اهتمام الكاتب في العديد من النصوص. في “تحايا الربيع” و”زهرة بلادي” مثلا نصادف النخيل والفراشات والياسمين والأزهار ورائحة العطر الطبيعي من الحقول الشاسعة والحدائق الزاهية. لكن الظروف القاسية التي مر بها المرحوم أثرت بشكل كبير على طبيعة أفكاره المرحة والمتطلعة بتفاؤل وأمل إلى الغد المشرق، فانعكس ذلك على كتاباته وخواطره. في “حديث مع الكون” بين العشق والمناجاة والأمل.