تقرير حول حفل تكريم الحاج عبد الله الصبيحي، مؤسس الخزانة العلمية الصبيحية نظمت كل من جمعية سلا المستقبل والخزانة الصبيحية يوم السبت 12 نونبر 2022 بالقاعة الكبرى لجماعة سلا بباب بوحاجة حفلا تكريميا احتفاءا بالحاج عبد الله الصبيحي، مؤسس الخزانة العلمية الصبيحية بمناسبة الذكرى الخمسينية لافتتاحها تحت شعار: الرمز المؤسسة والمدينة. افتتح الحفل في تمام الساعة 9.30 صباحا بآيات من الذكر الحكيم تلاها الأستاذ عبد السلام الطاهري وبعد ألقى السعيد سيحيدة نائب رئيس الجمعية كلمة ترحبية باسم اللجنة المشرفة على اللقاء، ثم تناول الكلمة الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي وأسهب في إبراز الخصال الحميدة للمحتفى به وتضحياته الجسيمة من أجل أن تتبوأ الخزانة العلمية الصبيحية مكانة مرموقة. وكانت بحق شهادة مفيدة جدا ومؤثرة في نفس الآن، باعتباره يعرف حق المعرفة مسار حياة الحاج عبد الله الصبيحي الذي نذر حياته لتقديم خدمات جليلة للباحثين وطلبة العلم عموما. أما الأستاذ أحمد الصبيحي نجل المحتفى به فقد سطر في عرضه مختلف حياة والده والمكانة العلمية البارزة لجده العلامة الحاج محمد الصبيحي الذي شكلت مكتبته العلمية الهامة النواة الأولى لذخيرة الخزانة العلمية الصبيحية التي انبرى مؤسسها لتنميتها عن طريق الاقتناء بماله الخاص أو حيازة الوثائق والمخطوطات والكتب من مختلف الخزانات الخاصة بالعدوتين سلا والرباط. وأبرز المتدخل المجهودات الجبارة التي كان والده يبذلها من أجل السير قدما لتحتل الخزانة العلمية الصبيحية مكانة مرموقة على الصعيد الوطني. ثم قدم الأستاذ أحمد الصبيحي الذي حمل مشعل محافظ هذه الخزانة بعد وفاة أبيه بالمدينة المنورة سنة 1995 ، قدم إحصائيات تهم عدد الوثائق والمخطوطات والكتب المطبوعة. انطلقت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الأستاذ محمد الناصري بعرض ألقاه الأستاذ محمد معروف الدفالي الذي تحدث عن آل الصبيحي وسؤال النهضة من خلال ثلاث شخصيات من هذه الأسرة . أما العرض الثاني فقد ألقته الأستاذة نجاة المريني وتتبعت فيه بإسهاب مسار حياة الحاج عبد الله الصبيحي وحرصه الشديد على خدمة العلم ، مشيرة إلى بعض الكتب التي نشرتها الخزانة العلمية الصبيحية. وتطرق الأستاذ إبراهيم غيلان نيابة عن الأستاذ محمد الفران ، مدير المكتبة الوطنية، إلى مسألة متطلبات الحفظ وتحديات الرقمنة وجسد ذلك في شريط وثائقي يوضح مختلف المراحل المتبعة من أجل الحفاظ على ذخائر هذه المكتبة ودور الرقمنة في ذلك. أما الأستاذ محمد بوطربوش فقد عالج ، انطلاقا من وثائق الخزانة العلمية الصبيحية ،ملامح من الحياة الدينة والعلمية في سلا من خلال علمائها وصلحائها منذ بني العشرة، مرورا بمختلف الأسر التي تعاقبت على حكم المغرب. وتوقف الأستاذ محمد بلعتيق عند الاكتشاف الأثري الهام الذي عثر عليه صدفة في موقع دار البارود بسلا وسطر مختلف المراحل التي مر منها التنقيب الأركيولوجي (2017-2019)، مستعينا بمجموعة من الصور التي عرضها أمام الحضور والتي تبين اللقى الخزفية المكتشفة وخلص المتدخل إلى أن مكان الاكتشاف عرف 44 فرنا لصناعة الخزف وعدّ من أهم مناطق هذه الصناعة في البلاد خلال العصر الوسيط. وترأست الجلسة العلمية الثانية الأستاذة لطيفة الكندوز واستهلها الأستاذ عز المغرب معنينو بالحديث عن تحقيق الرحلات وفهرسة المخطوطات السلاوية كفهرسة الخزانة العلمية الصبيحية وخزانة ابن خضراء ، وأشار إلى رحلة إدريس الجعايدي إلى أوربا أيام الحسن الأول، وهي من تحقيق الأستاذ المتدخل الذي بيّن أهميتها العلمية وأبرز إسهامه في نفض الغبار عن مخطوط الدرة الغراء في ترجمة الإمام عبد الله بن خضراء لعبد الله ابن خضراء الذي أعدته للطبع الأستاذة عائشة ابن خضراء. وعالج الأستاذ العربي واحي موضوع المجتمع السلاوي من خلال كنانيش الخزانة العلمية الصبيحية، وركز على مكانة الحرف وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية في سلا خلال فترة الحماية. وانصب اهتمام الأستاذ عبد المجيد فنيش في عرضه على الفن والمسرح بسلا، مبرزا ما تزخر به الخزانة المذكورة من ذخيرة هامة تسهم في إماطة اللثام عن هذا الفن، الأمر الذي جعل فئة لا يستهان بها من الباحثين المهتمين بموضوع الملحون يجدون ضالتهم بها. وتناول الأستاذ محمد السعديين في مداخلته ملامح من المجتمع السلاوي خلال القرنين 18و19 من خلال نوازل الفقيه عبد السلام حركات التي تتخللها مادة مفيدة تتعلق بالنزاع حول الأراضي الزراعية بسلا ومشاكل الطلاق والإرث والخصومات وعادة التغالي في المهر ونماذج من اللباس والأدوات المنزلية وأسماء العدول والقضاة السلاويين وغير ذلك. كما تم إهداء كتب ( سلا روائع ووعود و Rabat sérénité et Rayonnement ) للأساتذة المشاركين في الندوة من السيدة باتول بنخضرة أرملة المرحوم عبد الله الصبيحي التي تعذر عليها الحضور لظروف صحية. وبعد المداخلة الأخيرة من الجلسة العلمية الثانية، تم عرض شريط وثائقي حول المحتفى به وصلته الحميمية بالخزانة العلمية الصبيحية وروادها وقدم الحاج عبد الله الصبيحي في هذا الشريط شروحات إضافية عن ذخائرها كما تضمن شهادتي الاستاذين اسماعيل العلوي ود. أحمد زنيبر وانتهى الحفل التكريمي بإصدار توصيات تلاها الأستاذ لطفي بوشنتوف وتمحورت أساسا حول المكانة المتميزة التي تحتلها الخزانة العلمية الصبيحية على الصعيد الوطني وضرورة دعم هذه المعلمة لتتغلب على المعيقات المادية وتواصل وظيفتها لتبقى نبعا فياضا ينهل منه الطلبة والباحثون والراغبون في الإفادة والاستزادة. وبعد التوصيات تم توجيه الشكر والامتنان إلى كل من أدلى بدلوه في تنظيم هذا اللقاء العلمي وعلى رأسهم الأستاذ الحبيب بنمالك الذي بذل جهدا لافتا وحرص أشد الحرص على إنجاح هذا الحفل التكريمي. نونبر 2022
